هل يجعلنا الفيسبوك تعيسين؟
ظهر الفيسبوك في عام 2004 بمهمة سليمة و هي التعارف بين الأصدقاء. بعد حوالي 7 سنوات و 800 مليون مستخدم، فإن الشبكات الاجتماعية قد تملكت أغلب أشكال التواصل الاجتماعي و المهني فيما بيننا بما جعلها بسرعة القاعدة الأساسية للتواصل المستقبلي
لكن هذا العالم الجديد من الصلات له جانب مظلم . فالفيسبوك و الإعلام الاجتماعي من العوامل الاساسية في القلق المهني. بعد رؤية بعض من التعليقات و ردود الفعل على المنشور ، من الواضح أن الفيسبوك خاصة يزيد من القلق و يحعلنا بؤساء
معدل النمو الاضطرادي في مستخدمي الفيسبوك و تطبيقاته من أخبار منشورة و صور كبيرة كلها تركز على هدف واحد و هو زيادة المشاركة . و لكن من الواضح أنه هذه المشاركة المبالغ بها تحديداً هي ما تهدد حسّنا بالسعادة
بملاحظة كيفية تأثير الفيسبوك على حيات الآلاف من أصحاب الأعمال الشباب ، فإن الـlike و التعليقات و الصور المعروضة هي وراء الغيرة و القلق و الاحباط حتى في بعض الأحيان . فالكثير يحسد من تبدو حياته مثالية أو شكله جميلاً . و بهذا فإن التواصل الاجتماعي البعيد بهذه الطريقة سيغير لدينا الاحساس بأن أمورنا على ما يرام سواء من الناحية الاجتماعية أو العملية
أول و أكبر تأثير هو تسبيبه للمقارنة .. بما أن حساباتنا على الفيسبوك تمثل شخصنا و تشرح عنّا ، فإننا كثيراً ما نميل إلى نشر الجوانب الإيجابية و تخبئة الجوانب السلبية من حياتنا. إنجازاتنا مثل : " انظروا إلى أين وصلت في عملي، " و "انظروا إلى سيارتي الرياضية" و نهمل نشر أخبار طلاقنا مثلاً.بما يخلق جواً للمنافسة و المقارنة الاجتماعية.
و مقارنة أنفسنا بالآخرين هو السبب الأساسي لعدم السعادة. أو بما يوصف بـ"فخ المقارنة". مهما كنا ناجحين و مهما كنا منجزين فإن المقارنة تجعلنا نعيد تقييم مفاهيمنا و فكرتنا عن النجاح بما يجعلنا نعيد خلق معاييرنا وفقاً لأفضل أفضل أصدقائنا و الذي لا يشكل إلّا 1% و هذا هو ما يحعلنا أتعس من أي وقت مضى
ثانياً : إنه يقسّم وقتنا. إننا نتفحص الفيسبوك من المكتب و من البيت و من الحديقة بما يجعلنا مشغولين أكثر من أي وقت مضى و لا وقت لدينا لأعمالنا أو للتواصل الحقيقي. يقول الباحثون أن الانتقال بين العالم الافتراضي و الواقعي إلى ضياع الوقت و التشتت بما ينتج نتائج غير كاملة أو غير دقيقة
في النهاية فإن تسبيبه الانحدار في العلاقات المقربة كبير. فالفيسبوك لا يقرب علاقاتنا الحقيقية ، بل يبعدنا لان الجميع يظن أنه قام بما يجب عند إضافة صديق إلى القائمة بدلاً من الاتصال و اللقاء وجهاً لوجهبما يفقد الناس الفرصة للتواصل الغني المفيد و خاصة على المدى البعيد
ماذا علينا ان نفعل حتى لا نقع في تلك المطبات ؟
ترك الفيسبوك كلياً غير منطقي. يمكننا التخفيف من استعماله أو تنظيم الوقت لتفحصه. تحديد الاصدقاء و إلغاء من ليسوا فعلاً بأصدقاء أو من هم فقط ثرثارون .