فرص عمل في سورية و لكن:
بالمقاييس العالمية فإن طالب العمل هو من يسعى لتحسين وضعه المهني فيعمل جاهداً لاستغلال أي فرصة ليتقدم خطوة في حياته المهنية أو الCareer و هو من يقرأ فرصة العمل مئة مرة قبل التقدم و يسعى ليذكر فيها كل ما يقوي موقفه أمام الشركة الموظفة
أما في سوقنا ، فإن الشركات هي التي تسعى جاهدة للحصول على الكفاءات الملائمة لفرصة عملها و تبذل ما بوسعها لاغتنام الفرصة و التمسك بأول متقدم لديه و لو بعض المؤهلات المطابقة للمطلوب للمنصب الشاغر.
فنقوم في قسم الموارد البشرية بفرز المتقدمين و انتقاء أفضلهم (عددهم لا يتجاوز ...) و نتصل بهم
منهم لا يتذكر ما الفرصة التي تقدم إليها و منهم من تقدم له عمه إلى الفرصة بدلاً عنه و منهم من لا يأتي إلى المقابلة الشخصية دون أن يذكر السبب و ما إلى ذلك
و بالتالي و بحسب الاحصاءات فإن المشكلة ليست في فرص العمل بل في طالب العمل الذي لا يعلم ماذا يريد أن يعمل، و لايريد عملاً بدوام طويل ، و دون ضغط عمل ، مع إجازات كثيرة و راتب ممتاز، و مهام تناسب إمكانياته التي لا يعلم ما هي و كل ذلك دون أن يبذل جهداً في التعلم و التطوير الذاتي أو حتى في كتابة سيرة ذاتية مفصلة تتضمن كل خبراته و كل المهام التي قام بها ...
قليلاً ما نصادف شخصاً يقرأ كتباً ضمن مجال عمله أو يبحث عن كل جديد في الانترنت و ما إلى ذلك ..
ليست المشكلة في الوضع الراهن فقط بل هي في استمرارية المشكلة بالرغم من الفرص الجديدة للتعلم (التعليم الموازي و المفتوح و الخاص ) و توفر المراجع (على الانترنت أو في المكتبات) و كثرة الفضائيات بشتى اللغات ..
و الحل لا يكون فقط بالدعوة للنحسين الذاتي بل بالسعي لتطوير عقلية طالب العمل ليدرك أنه من الممكن الوصول لأي شيء بالعلم و التصميم و الإيمان بالنفس و هذا يتطلب خطوات كثيرة و عملية من كل جهات التدريب و التطوير و التدريس .. و قليل من الجهد من الجامعيين و الخريجين